قصة الذئب في جلد خروف

januar 11, 2023 0 Af Admin

كانت هناك قرية بجانبها غابة يعيش بها ذئب خبير في صيد الفرائس

وذات مرة كان الذئب مسترخياً قرب النهر، بعد أن تعب من البحث عن وجبة طعام، و صار يفكر يائسا: إني أتقدم في العمر، و مع مرور الأيام يصبح الصيد أكثر صعوبةً، و لابد أن أجد طريقة و إلا سوف أموت من الجوع… و صار الذئب يفكر في خطةٍ للصيد حتى غفا من النعاس.و في الصباح التالي ذهب الذئب إلى أطراف القرية بحثا عن فريسة، و عندما صار قريباً من المرعى شاهدَ قطيعاً من الخراف ، و كان هناكَ بئراً عندَ طرفِ المرعى، فتسللَ الذئبُ و اختبأ خلفه، و قال في نفسه “سأبقى مختبئا هنا، و عندما يمرُ أحد الخراف، سوف أمسكه و آكله”

و ظل الذئب هادئاً ينتظرُ الفرصةَ المناسبة لتنفيذ خطته، و بعد قليلٍ ابتعدَ خروفٌ صغيرٌ عن القطيع، و أصبح قريباً من البئر، و في لحظةٍ واحدةٍ قفزَ الذئبُ عليه و أمسكه بمخالبه الحادة، ثم سحبه خلف شجرةٍ كبيرة و أكله قطعة قطعة حتى أحس بالشبع

و بعد أن انتهى الذئب من وجبته لم يبقى من الخروف شيء سوى جلده، فقال الذئبُ في نفسه: “صار الوقتُ مناسباً لتنفيذ الخطة ، ووضعَ الجلدَ على جسمه كي يبدو مثل الخروف فلا يميزه أحد، ثم تسللَ بهدوءٍ حتى وصلَ إلى القطيع و اندس الى الخراف.و عندما رآه أحد الخراف سأله: أين ذهبتَ أيها الصغير؟ هل كنت تائهاً؟”

أجابه الذئب مقلداً صوت الخروف: ذهبتُ لألعبَ قُربَ البئرِ

ًفقال الخروف: “لا تبتعد عن القطيع مرة أخرى، فلا يزال خطر الذئاب قريبا”

و عندها ضحك الذئب في سره لأن خطته قد نجحت دون شك.

و في المساء عاد القطيع إلى الحظيرة، و بات الذئب متمرسا في خدعته، فكان يعيش بين الخراف و يذهب إلى المرعى معهم و كأنه واحد منهم، و كان سعيدا في حياته الجديدة لأن المكان مريح و الطعام وفير، و لم يعرف الراعي شيئا عن حيلة الذئب و لم يميزه بين الخراف و مر أسبوع و أسبوعان، و لاحظ الراعي أن عدد الخراف أصبح يتناقص كل يوم، فقال لزوجته مستغربا: أين تختفي الخراف، و أنا أراقبها جيدا؟
و أصبحت كلاب الحراسة أكثر انتباها في المرعى، و لكن عدد القطيع استمر بالتناقص، و لم يكن أحد يدري  أن الخطر ليس في المرعى بل في الحظيرة نفسها

و هكذا كان الذئب يختبئ في الحظيرة و ينتظر حلول الليل، و بعد أن ينام الجميع يختار خروفاً صغيراً و يأخذه بسرعة خلف الجدار ليأكله، ثم يرمي البقايا في حفرة عميقة و يعود للنوم بين القطيع

و ذات يوم جاء أقرباء الراعي من القرية البعيدة لزيارته، و كان الراعي كريماً فقال لزوجته: سوف نقيم وليمة لإكرام ضيوفنا ، و كانت زوجته كريمة أيضا فقالت له “اذهب و أحضر خروفا سمينا كي نطبخه”، و لم ينتظر الراعي بل أسرع إلى الحظيرة و اختار أسمن خروف من القطيع

و اقتاد الراعي الخروف إلى ساحة المزرعة، فخاف الذئب و حاول أن يهرب، و رمى جلد الخروف عن جسمه، فاكتشف الراعي الحيلةَ الخبيثةَ، و أدرك سبب اختفاء الخراف، فأسرع الراعي بسكينه وضرب الذئب ضربة قوية فقتله و ارتاح من شره، ثم عاد ليذبح خروفاً لضيوفه. ولما انتهى من ذلك عاد إلى أقربائه و حكى لهم هذه القصة العجيبة فضحكوا جميعاً وأكلوا الوليمة وانتهت الحكاية وتعلموا منها أن يزدادوا حذراً من مكر الذئاب